'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)
إعداد: محمد شفيق
(الحلقة 1)
تقديم:
"ساغاوا إيسي"، طالب ياباني بجامعة السوربون بباريس قتل طالبة هولندية جميلة كانت تتقاسم معه مقاعد الجامعة ثم قام بأكل قطع من لحمها.لكن لم يحكم عليه بالسجن و عاش حرا طليقا؟
إليكم القصة المروعة للوحش الياباني.
1. الجريمة:
نحن في سنة 1981، "ساغاوا إيسي" ياباني من أسرة غنية من مدينة "كوبي"، يبلغ من العمر 32 سنة، بطول 1.50 متر ووزن يقارب 35 (كيلو) يحضر 'دكتوراة' في الأدب المقارن بجامعة السوربون بباريس حول تأثير الأديب الياباني "ياسوناري كاواباتا" في الأدب الفرنسي.
لم يكن يهتم كثيرا بالدراسة، بقدر ما كان يبحث بنهم عن الحب.؟
لكن الحب الذي يريده "ساغاوا إيسي" مختلف، لقد كان مهووسا منذ الصغر بأكل اللحم البشري و خصوصا لحم المؤخرة لامرأة جميلة.
كان يقضي وقته في تقليب أوراق الجرائد و المجلات الفرنسية بحثا عن وجبة خفيفة،لطالما كانت فرنسا في مخيلته مرتبطة بجمال نسائها و طعامها اللذيذ و نبيذها الفاخر.
حدد هدفه الأول: الشابة "سيسيل دوفلو"، لكن اللحم بدا له كثير الدهن لكي يحبه....ثم "ميمي ماتي" أعجبته لكنه لم يجد فيها ما يفتح الشهية.....
في أواخر هذه السنة(1981) تعرف إلى طالبة هولندية كانت تتقاسم معه مقاعد "السوربون"،تدعى "رينيه هارتفيلت".
حينها كانت "رينيه" تبلغ من العمر 25 سنة، كانت تدرس هي الأخرى الأدب المقارن، انبهر "ساغاوا" بالجمال الأخاذ لغادة الأراضي المنخفضة،فأصبح االقزم الياباني يذوب عشقا و يتضور جوعا للحسناء الهولندية التي ترعرعت على الذرة منذ طفولتها... فقام برسمها في أول يوم تعرف فيه إليها.
لم يستطع أن يبوح لها بالحب الذي أسر قلبه، مخافة أن ترفضه الحسناء الطويلة و المكتنزة بينما هو القزم الذميم...
"رينيه" طالبة مغتربة مثل "ساغاوا"، امرأة شابة على ثقة كبيرة بنفسها، لطيفة و عاطفية لأبعد الحدود.
كانت تحب مساعدة الناس، لكنها لم تكن تعلم أن قلبها الكبير هذا سيحولها لفريسة يلتهمها وحش على هيئة قزم ياباني.
كانت "رينيه" من بين القلة الذين قاموا بمجهود للتكلم مع الطالب الياباني الخجول.كانت تحاول أن تخرج زميلها في الجامعة من عزلته،كانت تعطف عليه و لم تكن قط مغرمة به لأنها و بكل بساطة كانت تحب شخصا آخر.
دعته عدة مرات للخروج معها صحبة أصدقاء لها لبعض المطاعم و الحانات الباريسية، فليالي باريس لا تشبهها ليالي باقي مدن الأرض، أوليست مدينة الأنوار بامتياز.
أحس "ساغاوا" بهمس القدر، لقد احتفظ بذكريات مشرقة من الخروج صحبة "رينيه" و أصدقائها.لقد كان يقضي معهم أمسيات جميلة،كلها بهجة و سرور و كانت الحسناء الهولندية محور و نجمة هذه السهرات، كانت دائما متألقة،كريمة و محبوبة من الجميع.
في سهراتهم كانت لديهم نقاشات مفتوحة حول المسرح و الأدب،لقد قضى معهم "ساغاوا" لحظات إستثنائية لم يستطع نسيانها.
فرد "ساجاوا" الجميل و المعروف للحسناء الطيبة بأكلها...؟؟.
في رسالة لوالديها بهولندا، ذكرت "رينيه" لقاءها بساغاوا، كتبت أنه لطيف،يخرج معهم للمطاعم و أنها مرتاحة له كصديق جديد.
لكن بالنسبة للطالب الياباني، فإن لقاءه برينيه يعني أكثر من صداقة جديدة، لقد أصبح متيما بها، لقد كان شغفا مرضيا ، بالنسبة له فالتعبير الأسمى لحبه لها هو أن يأكلها.
فبدأ "ساغاوا" بالتخطيط و التحضير لقتل "رينيه هارتفيلت".
استغل الوحش معرفة "رينيه" باللغة الألمانية،فأرسل إليها رسالة يدعوها فيها لشقته لتسجيل بعض القصائد من الشعر التعبيري الألماني بصوتها، مدعيا أن أستاذه بالجامعة طلب منه تسجيلها على مسجل صوتي.
هذه الرسالة التي كتبت باللغة الفرنسية،بخط جميل و بقلم حبر سائل ذو ريشة ينم على حس فني عند هذا الوحش،نجد في آخرها عبارة:"إنها بالتأكيد الأخيرة!!!". ؟؟
ملاحظة: (هذه العبارة كتبت بعد توقيع الرسالة و علامات التعجب الثلاث موجودة فعلا.)
عندما لبت "ريني" الدعوة يوم 11 يونيو (حزيران) سنة 1981 كان "ساغاوا" قد خطط لكل شيء، حتى أنه كان قد اشترى بندقية مزودة بكاتم للصوت.
لم تشك المسكينة في الأمر، كانت فقط تريد مساعدته في تسجيل القصائد، لكنها لم تدر أنها ستصبح مثل الفتاة بطلة "ذات الرداء الأحمر" وقصتها المشهورة مع الذئب.
لقد خطط مسبقا على أنه لا يمكنه أن يطلق النار عليها إذا كانت مواجهة له،كان من الضروري أن يقتلها من الخلف،لهذا كان يجب أن تدير ظهرها له.
لكن لكي تقرأ يجب عليها أن تجلس على المكتب، و هذا ما جعلها في و ضعية جيدة بالنسبة للقاتل ( كانت تجلس و هي مواجهة للجدار).
اختار الوحش القصيدة، و قام بتشغيل مسجل الصوت،فبدأت الحسناء الهولندية تقرأ بصوت عذب أبياتا من قصيدة تتحدث عن الموت للشاعر الألماني "يوهانس روبيرت بيشر".
في ما بعد ستجد الشرطة المسجل و فيه تسجيل مباشرلموت الطالبة،نسمع فيه "رينيه" و هي تقرأ:
" الرجل القوي الذي يذهب غربا مع شروق الشمس
أثني عليه بحرارة، اصطاد وحشا ......".
فجأة صوت طلقة نارية يقطع القراءة.
عندما كانت تقرأ أبيات الشعر لم تكن تعلم ماذا يحدث وراءها، أخذ البندقية دون أن تراه و تقدم و هو يبتسم، لكنه عندما صوب البندقية خلف رأسها أصيب بالذعر ورغم ذلك ضغط على الزناد.
لقد استمرت "رينيه" تقرأ حتى و قعت فجأة صامتة.
أولا انهارت على المكتب، ثم سقطت بعد ذلك على الأرض مع الكرسي.
يتبع.........
محمد شفيق
عمل رائع يشد قارئه بقوة، وأعتقد أن سر روعته تكمن في واقعيته المدعومة بالصور وفي حبكته المصوغة باسلوب سهل لكنه ممتنع..
ردحذفشكرا لك..هذه شهادة أعتز بها من رجل مشهود له بثقافته الواسعة
حذفعمل رائع صراحة وأسلوب أكثر
ردحذفبحيث انك تشوق القارئ حتى يمكن له تصور القصة و كأنها فيلم و هو أحد الممثلين فيه
عمل رائع أستاذ... دمت متألقا..
ردحذف