الجمعة، 21 أكتوبر 2016

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 3)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 3)






3.التخلص من الجثة:

تخوف الوحش من أن تتحلل الجثة بسرعة و أن يؤدي  انبعاث الرائحة الكريهة لافتضاح أمره،فشهر "يونيو" (حزيران) حار نسبيا بباريس .
كانت لديه ثلاجة صغيرة احتفظ بداخلها على كمية من اللحم لكنه لم يكن يتوفر على "مجمد" للاحتفاظ بباقي الجثة،
فقرر أن يتخلص من الجثة.
 رأى أن يقطعها أولا،لقد كانت لديه بعض الدروس النظرية في "تقطيع الجثت"؟؟:
[فقبل الجريمة بعدة أشهر حصل أن سافر لليونان عبر باخرة فاخرة فالطالب "ساغاوا" ليس طالبا عاديا يصارع من أجل إيجاد المأوى و الطعام، فهو ابن أحد أكبر الأثرياء في اليابان و ليس المال ما ينقصه.
و أثناء رحلته لليونان، بلاد"كرونوس" الجبار الذي كان يأكل الأطفال في الميثولوجيا الإغريقية،تعرف "ساغاوا" في مطعم الباخرة على جزار يوناني،ضخم و مرح،شرح لساغاوا كيف يقطع اللحم من ذبائح الأنعام(البقر و الضأن و...) وليس من البشر طبعا؟؟.
بعد الجريمة،أرسل الوحش رسالة شكر للجزار اليوناني لكنه لم يرد أبدا...(ربما امتنع الجزار نهائيا عن ركوب البحر؟؟؟؟)].




رمى الوحش بجثة "رينيه" في حوض الاستحمام و بدأ بتقطيعها، لقد صرح فيما بعد أنه ليس بالأمر السهل تقطيع الجثة، فالجذع مثلا استعصى عليه تقطيعه  لأجزاء صغيرة.
بعد أن انتهى من التقطيع و ضع أجزاء الجثة بداخل حقيبتين اشتراهما خصيصا لهذا الغرض.
لقد كان الجدع ثقيلا ووجد الوحش صعوبة في إدخاله بإحدى الحقيبتين.
 "لا يحدث إطلاقا كما في أفلام الرعب، ففي هذه الأفلام تسير الأمور بسهولة"(صرح الوحش لإحدى القنوات التلفزيونية).

خطط لرمي الحقيبتين في بحيرة توجد في "بوا دو بولون" أي "غابة بولون" و هي منتزه طبيعي يقع غرب باريس و يوجد به حديقة للحيوانات و بعض الوسائل الترفيهية.كما أن البحيرة مفضلة للعشاق و للباحثين عن اللذة العابرة،وتعتبر أيضا من أبرز مناطق "باريس" التي تشتهر بممارسة الدعارة.
يوم 13 يونيو سنة 1981 أوقف الوحش سيارة أجرة أمام مسكنه الكائن بشارع "إيرلانجي" بالدائرة 16 بباريس.
(الغريب أن شارع "إيرلانجي" هذا شهد سنة 1975 انتحار المغني "مايك برانت" برمي نفسه من نافذة منزله).
استغرب السائق من ثقل الحقيبتين، و بروح من الدعابة المملة قال للزبون:"كم هما ثقيلتان،هل توجد جثة بالداخل؟؟..."،لم يكن يعلم هذا المغفل أن دعابته السخيفة كانت صحيحة و أنه بفضلها كان قريبا جدا من أن يفترس هو الآخر.
أجابه الوحش فورا أنها تحتوي على كتب؟؟.
كانت الساعة بحدود الثامنة مساء، و رغم ذلك لم تغرب الشمس بعد،لأنه شهر "يونيو"، و هذا الشهر يعرف ظاهرة الانقلاب الشمسي الصيفي، و التي تعرف أطول أيام السنة،فيمكن أن يستمر النهار 16 ساعة.
لم يخطط  الوحش لذلك، كان يظن أنه في هذه الساعة يمكنه التخلص من الحقيبتين دون أن يلاحظه أحد.
عندما و صل لغابة"بولون" نزل من السيارة فبدأ يجر الحقيبتين بصعوبة بالغة إلى أن وقعت عيناه على عربة يدوية(شبيهة بالتي تستعمل لنقل الأمتعة) فبجانب هذا المنتزه هناك بعض المتاجر..
وضع الحقيبتين الثقيلتين في العربة،ثم بدأ القزم الياباني يدفع العربة بمشقة كبيرة باتجاه البحيرة.
الطريق التي سلكها الوحش كانت عبارة عن منحدر،مما صعب عليه التحكم في العربة.
بدأ يتصبب عرقا،كان هناك قلة من المتنزهين في المكان،ينظرون باستغراب لقزم ذو ملامح أسيوية يدفع عربة بمشقة بالغة.
وصل بالقرب من البحيرة،واتجه لمكان بدا له أنه بعيد عن الأنظار ومناسب لرمي الحقيبتين.
الشمس التي بدأت بالغروب جعلت الأفق يأخذ اللون الأحمر الناري و الذي يعطي السماء منظرا رائعا، لطالما كان و قت الغسق هذا محببا للرسامين و الشعراء و العشاق لكنه هو الوقت الذي تخرج فيه الوحوش أيضا؟؟.
قال الوحش فيما بعد أنه نسي في هذه اللحظة جميلته التي يحملها في العربة أمام جمال اللون الناري للغروب و بدأيتمتع بأجمل ما يرى من ألوان في وقت الغسق، و مازال يتذكر أنه رق قلبه و هو يشاهد عجوزا بصحبة طفل صغير في وسط هذه الألوان الجميلة التي يمنحها الغروب.
بينما كان الوحش يتأمل هذا العرض الجميل فقد السيطرة على العربة،فسقطت الحقيبتان أمام عشيقين كانا بين الأشجار.
ارتاب العشيقان من تصرف القزم الغريب و المرتبك و من السائل الذي يخرج من الحقيبتين.
ربث الرجل على كتف الوحش مستفسرا إن كانت الحقيبتان له؟.
بدل أن يرد بثبات، بدأ يتمتم بكلمات غير واضحة، ثم ابتعد مسرعا.
في هذه اللحظة ازدادت الشكوك، ففتح الرجل إحدى الحقيبتين فاكتشف غطاء ملطخا بالدم،و بعد برهة من الصدمة بدأ يصرخ "قاتل، قاتل"...لكن الوحش كان قد اختفى.

يتبع.........



محمد شفيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق