الجمعة، 21 أكتوبر 2016

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 8) الأخيرة

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 8) الأخيرة







9. أين هو الوحش الآن؟:

يعيش حاليا بشقة صغيرة مكتراة بطوكيو، لم يعد يملك شيئا، لكن رغبته في أكل النساء ما زالت تسكنه بشكل دائم، رغم أنه لم يعد ينجذب للنساء الغربيات كما في السابق.
فلقد أصبح يعتقد أن اليابانيات هن أجمل نساء العالم و خصوصا نساء ' أوكيناوا '.



" إنهن فعلا جميلات و لذيذات، تفتحن شهيتي، أنا مغرم بنجمات السينما و الموضة اليابانيات... ' كيوكو هاسيغاوا ' مثلا أريد أن آكل ساقيها الجميلان، أما ' آيا أويتو ' فأكيد أنها لذيذة جدا لكن لا أريد أكلها، أريد فقط أن أضع رأسي تحت إبطها و أموت...؟؟؟ ".




قال الوحش ' ساغاوا ' في حوار مع إحدى القنوات:
"أحيانا أتساءل لماذا فعلت شيئا فظيعا كهذا؟ ربما لأنني جئت من كوكب آخر أو من بعد آخر، وقعت خطأ على الأرض مثل نيزك ما، متنكرا في زي طفل يبكي في شارع كانت أمي تمشي فيه، فأخدتها الشفقة وتبنتني.
لا بد أنني جئت من كوكب لآكلي لحوم البشر، وأنا الوحيد من نوعي الذي يعيش على هذا الكوكب، أنا ' ساغاوا إيسي ' كانت ولادتي في مدينة 'كوبي' كإطلاق رصاصة صغيرة آذت و غيرت الكثير من الناس.
والداي ماتا بأمراض مختلفة، لكنهما ماتا في نفس السنة، لقد كنت مصدوما للغاية لكي أبكي، لقد اكتشفت أنه حين نكون فعلا مصدومين، يصبح البكاء مستحيلا.
هذا يجعلني أتساءل: لو أن وفاة والدي مؤلمة للغاية بالنسبة لي، فلماذا لا أحس بالندم على ما اقترفت يداي؟ ،لماذا لم أحس بنفس الصدمة؟ ، حتى في يومنا هذا، عندما أحاول، يتوقف عقلي عن التفكير.
 لا أحد يتصل بي،أو يزورني، أعيش في وحدة قاتلة.
أنا أعلم أنني مجنون، عندما كنت أحس برغبة في أكل النساء، أتخلص منها بممارسة العادة السرية،لكن إذا لم أتحرر من نزواتي الجنسية تزداد شهيتي لأكل النساء.
أصبحت عاجزا جنسيا، و أنا قلق للغاية من هذا، فالآن لم أعد قادرا على التخلص من رغبتي في أكل النساء. إنني خائف من أن رغبتي المتوحشة ترجع للظهور مرة أخرى و لا أستطيع كبحها.
لدي 67 سنة و ما زلت غير قادر على فهم نفسي، لا أعرف حتى من أنا؟، أو هل لحياتي معنى؟.




لن تتحسن حياتي أبدا، كان من الأفضل أن أموت، لقد تمنيت فعلا لو أنهم أعدمونني، فالموت هو أملي الوحيد للخلاص.
حاليا لدي رغبة أكبر من أكل إحداهن، أرغب في أن أموت و أنا أتعذب، أن يتم تقطيعي و أنا حي،لكن أفضل أن تقوم بذلك امرأة جميلة، هذه رغبتي حاليا.
....أنا نادم على قتل الآنسة ' ريني هارتفيلت '، لكن من ناحية أخرى، كنت صائبا: لقد كانت لذيذة؟؟؟؟." .


انتهى


محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 7)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 7)






8.بعد الحرية ( موعد مع الشهرة ):

في اليابان أصبح الوحش من المشاهير و استقبله مواطنوه كبطل، كظاهرة تستحق أن تسجل في كتب الخوارق.
بعض الجرائد اليابانية لقبته بالطالب الفرنسي؟؟.
تسابقت وسائل الإعلام لإجراء لقاءات معه:
" كانت وسائل الإعلام تضع على الطاولة 10 آلاف إلى 20 ألف دولار بكل سهولة مقابل لقاء حصري أو كتابة مقال...كلها تتمحور حول تجربتي الباريسية...لقد كانت اليابان تعيش طفرة اقتصادية آنذاك.. "  يقول 'ساغاوا' .
تسابقت دور النشر للتعاقد معه لتأليف كتب أغلبها تتحدث عن تجربته الباريسية...لقد ألف ' الدكتور ساغاوا ' (كما يناديه الصحفيون باحترام في حواراته؟؟) أزيد من 20 كتابا من بينها :
- ' الضباب ' و هو كتاب يروي فيه بتفصيل مراحل قتله و أكله للطالبة الهولندية.كما تلفت انتباهنا عناوين لكتبه مثل: - ' من أرغب في قتلهم '، - ' سامحوني لبقائي على قيد الحياة '، - ' أتمنى أن أؤكل '،...  .




" الجميع هنا في اليابان يطلبون مني أن أهديهم توقيعات لكتبي، إنهم مجانين، لديهم نفس العقلية التي كانت لدي عندما ارتكبت هذه الجريمة الفظيعة؟؟ ".



كما أن الدكتور 'ساغاوا ' أعطى عدة محاضرات في جامعات يابانية و ألف بعض المسرحيات و ظهر في و صلات إشهارية لأشهر المطاعم في اليابان؟؟؟.





لكن فيما بعد سيصبح ممثلا؟...لكن ليس في أية أفلام؟ ،
مثل دور الذئب في ' ذات الرداء الأحمر' مع فتاة يابانية جميلة،كما مثل في بعض الأفلام ' البورنوغرافية '؟؟، في واحد منها يصور امرأة شابة ذات ملامح أوروبية وسط ديكور به العديد من الطواحين الهوائية مستوحى من المعمار الهولندي؟؟. 



الكاتب الياباني ' كارا جورو ' كان يتبادل الرسائل مع 'ساغاوا ' عندما كان في المستشفى الباريسي، و جمع هذه الرسائل في كتاب عنوانه ' رسالة ساغاوا ' ،نال به جائزة ' أكوتاغاوا ' للأدب وهي أرفع جائزة في الأدب باليابان؟؟؟.
أمنية الوحش تحققت: لقد أصبح مشهورا؟؟.
" الشخصية اليابانية مختلفة كثيرا عن باقي العالم، فاليابانيون ينسون مع توالي السنين و تغير المجتمع، لكن الأوروبيين لا ينسون أبدا، فبينما أصبحت من المشاهير في اليابان، أظل ' وحشا ' في أوروبا؟؟ ".



-الكاتب 'جاك دوفال ' الذي زاره باليابان و ألف حوله كتاب ' الوحش الياباني ' ، يقول إن ' ساغاوا ' يجد أن جريمته يغلب عليها الطابع الأدبي و المسرحي، و أنه ألف مسرحية بهذه الجريمة، أنجز 'الديكور' و نظر إليه من البداية إلى النهاية بشكل فني؟؟؟.
-الرسام الياباني الشهير ' كازوماسا ناكاجاوا ' استضافه و طلب منه رسم مناظر طبيعية، كان يعتقد أن رسم النساء يفسد الروح ، لكن ' ساغاوا ' يريد أن يرسم النساء فقط ...فرسم 'الوحش الفنان؟؟' بعض اللوحات لنساء عاريات، في بعضها نجد قزما يلتهم امرأة بالشوكة و السكين؟؟؟،كما أن لديه وكيل يبيع لوحاته في العالم أجمع؟؟؟، لكن 'ساغاوا' يجهل تماما القيمة الحقيقية لأعماله الفنية؟؟.






كما نشرله ناشر 'مانجا لوليتا ' قصة مصورة عن وليمة باريس ( قام 'ساغاوا ' برسم جميع مراحل الجريمة...’’’).
سافر الوحش عبر العالم، و كان يصطحب معه مومسات شقراوات في رحلاته، لقد جنى ثروة من شهرته في اليابان؟؟؟.





" 'ساغاوا' من المجرمين الذين حظوا بشهرة إعلامية، لقد حصل على ما كان يبحث عنه، أن يترك إسما في تاريخ الرعب...أن يصبح حرا طليقا بعد جريمته أمر غير مقبول تماما..."يقول ضابط شرطة كان قد حقق مع 'ساغاوا' بباريس.

يتبع.........



محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 6)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 6)






6. القاضي يحكم بعدم المتابعة؟؟؟؟ ( تحيا فرنسا) :

خبراء الطب النفسي الثلاثة أجمعوا على عدم مسؤولية 'ساغاوا إيسي ' الجنائية لأنه مختل عقليا؟؟ ، لكنهم أوصوا باحتجازه في مستشفى للأمراض العقلية لأنه شخص في غاية الخطورة.
قاضي التحقيق انحاز لرأي الأطباء و أعلن عن عدم المتابعة الجنائية للوحش.
أرسل 'ساغاوا' لمستشفى ' هنري كولين ' في وحدة خاصة بالمرضى النفسانيين الخطيرين، فيه قرأ ' الجريمة و العقاب' للروائي الروسي ' دويستوفسكي '.


في المستشفى

أمضى سنة واحدة في هذا المستشفى ثم نجح ' فيليب لومير ' المحامي الذي وكله والد ' ساغاوا ' أن يعيده لليابان.
(يجب أن أذكر القارئ بأن والد ' ساغاوا ' كان ثريا و كان يملك عدة مصانع باليابان).
من بين الحجج التي قدمها هذا المحامي هي أن ' ساغاوا' المريض المسكين سيكون علاجه النفسي أفضل في بلاده و وسط ثقافته، كما أن المحامي الغيور على بلاده ' فرنسا ' قال أنه ليس من العدل أن يتابع ' ساغاوا إيسي ' علاجه بفرنسا على حساب دافعي الضرائب ، فالأولى أن يرحل لبلاده لتتحمل وحدها مصاريف علاجه؟؟.


المحامي

( عزيزي القارئ إن هذا المحامي الفذ كان ليرشح ' ساغاوا إيسي ' لجائزة ' نوبل ' للسلام لو أن الوالد الثري أغدق عليه أموالا إضافية...ما أروع فرنسا؟؟ يمكن أن تلتهم إنسانا ثم توكل أشهر المحاميين ليأتي بخبراء نفسانيين يجعلونك غير مسؤول عن أفعالك و أنك مجرد مسكين مريض يجب أن يعالج من خلل في ' الليبيدو '...؟؟؟ فتصبح بعد مدة و جيزة حرا طليقا و مشهورا تتهافت عليك شركات الإ علانات و ربما تؤلف كتابا عن الحادث أو تمثل في بعض الأفلام..؟؟... لكن هناك شرط، هو أن تكون ثريا؟؟؟. فلتحيا فرنسا؟..).



  7. العودة لليابان: ( موعد مع الحرية)

في المطار باليابان

سلم 'ساغاوا' لبلاده، و لدى وصوله إلى اليابان و ضعه والده في مستشفى ' ماتسوزاوا ' للأمراض العقلية بطوكيو، حيث أعلن مجموعة من خبراء الطب النفسي اليابانيين أن الدكتور ' ساغاوا ' مسؤول عن أفعاله و يعاني فقط من انحراف في ميولاته الجنسية لكن قرار القضاء الفرنسي السابق كان نهائيا و يمنع السلطات اليابانية من مقاضاته، و استفاد ' ساغاوا ' بالتالي من نص في القانون الدولي لصالحه.



لكن مروره بهذا المستشفى لم يدم إلا بضعة أشهر، بعدها خلص الأطباء إلى أنه تعافى، فأصبح رجلا حرا في غشت من سنة 1985، 4 سنوات بعد وليمة الحب بباريس. ( بفضل علاقات أسرته الثرية مرة أخرى ؟).
( ماذا لو كان ' ساغاوا ' أكل امرأة يابانية؟ بالتأكيد كان سيعدم و يرسل للعالم الآخر لخدمة الإمبراطور "الإله" حسب اعتقاد اليابانيين، لكنه مادام أكل هولندية فهذا لا يهم، ربما كان أولى به أكل شقراء أمريكية لإسعاد اليابانيين أكثر؟؟؟.).

يتبع.........



محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 5)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 5)






5.الخبرة الطبية:

أرسل القاضي 'جان-لوي-بريجيير' الوحش للمصحة العقلية للسجن و عين 3 خبراء نفسانيين لفحصه.
 سيقوم الأطباء و المحققون خلال 14 شهرا بالبحث في ماضي 'الوحش الياباني' ببلاد الشمس الساطعة 'اليابان'، في 'طوكيو'، 'كيوتو'، 'أوساكا' و في 'كوبي'.
علموا أن الطفل 'ساغاوا إيسي' كان قد أعلن ميتا عند الولادة في 1948: أمضى 20 دقيقة بدون تنفس، لكنه نجا بأعجوبة.



و في سن الثانية من عمره كان هذا الطفل الهزيل من المحظوظين الذين نجوا من وباء اجتاح اليابان بين 1949 و 1951، لكنه أصيب بالتهاب في الدماغ كان سببا في عدم نموه الطبيعي.
(مرض'التهاب الدماغ الياباني' هو مرض ينتشر بكثرة في جنوب شرق آسيا و الشرق الأقصى).




بالنسبة للطبيب النفساني 'جان جارابي' عضو في المنظمة الفرنسية-اليابانية للطب:"
'ساغاوا إيسي' احتفظ بتداعيات إصابة دماغه على شكل فقدان السيطرة على أفعاله، منذ سن السابعة و هو لديه هذا الهوس بافتراس الآدميين، لقد جاء في خياله(في البدء) أن يأكل طفلا في سنه ثم فتاة يافعة و أخيرا امرأة.
 هذا الهوس كان موجودا في (الهو) عنده على شكل آخر، لوحش (غول) أو شيء من هذا القبيل، 'ساغاوا' لم يتجاوز المرحلة الأولى الفمية لتطور الليبيدو؟؟؟؟؟، و نزعاته للإفتراس مرتبطة بعلاقته بأمه المسيطرة، و التي تتمحور حول الحماية المفرطة و الطعام؟؟، فكما نعطي الأكل للعصفور الصغير الذي يسقط من العش،كانت والدة 'ساغاوا' تطعمه بشكل هيستيري لإنقاذ طفلها الذي لم يكن بحجم أقرانه، لقد كان ضعيفا للغاية...".
(لكنه مع ذلك لم يتجاوز 35 كيلو و 1.50 متر عندما أصبح رجلا؟؟).
كما علم الخبراء النفسانيون: أن 'ساغاوا' كان يجد في مراهقته صعوبة بالغة في التحدث عن الجنس و أن بنيته الضعيفة و شكله الذميم جعلاه منعزلا عن أقرانه، يائسا و معقدا.
 كما اعتقد لفترة بأسطورة يابانية تقول أنه إذا تناول شخصا أفضل منه فقد يساهم ذلك في امتصاصه للطاقة  فيصبح قوي البنية و الشخصية،كما يصير وسيما و جذابا؟؟؟.
 و في سن 24 قام بأول اعتداء على شابة ألمانية كانت قد جاءت للعمل كعارضة للأزياء بطوكيو...
لقد رأى الأجنبية الشقراء الجميلة و هي تتجول، انبهر بفخذيها البيضاوين، فتسلل إلى غرفتها بأحد الفنادق، كانت تنام عارية، كان يفكر في قتلها بمظلة كان يحملها، ثم يغتصبها و أخيرا يقطع مؤخرتها و يأكلها؟؟؟...
" لقد كانت دائما لديه أفكار غريبة" يقول أحد الأطباء.
اقترب الوحش من الحسناء الألمانية النائمة بتردد لكن ركبته لامست بطنها، صرخت بأعلى صوتها، ثم قامت حفيدة العمالقة الجرمانيين بالقبض على القزم و شل حركته إلى أن جاء حراس الفندق.
اعتقل 'ساغاوا' ووجه إليه اتهاما بمحاولة اغتصاب، لكن تدخل أبيه الثري حال دون متابعته،كما قام الوالد بتعويض عارضة الأزياء ماديا؟؟؟.
و أسر الوحش للأطباء: أنه عندما وصل لسن معين و وقع له أول انتصاب ، ظن أنه مريض و أحس بحرج شديد، و لأنه لم يكن يعرف بعد كيف يمارس العادة السرية، قام بفعل أشياء غريبة كاستغلال كلبه...؟؟؟، كما أنه يعتقد أن رغباته الجنسية بدأت با لإنحراف منذ ذلك الوقت، ففي سن المراهقة يذكر أنه أعجب بفخد زميل له في الدراسة و أراد تذوقه، لكنه فيما بعد أصبح ينجدب للنساء الأوروبيات :
" لست أدري لماذا كنت منجذبا للنساء من أصول أوروبية، ربما لأنني قصير جدا و ضعيف، بينما هن طويلات و جميلات..".
المرة الأولى التي اجتاحته رغبة في أكل امرأة أوروبية، أحس بخجل كبير حتى أن يديه بدأت ترتعشان كثيرا، و كاد أن يتقيأ، لكن حين رأى فخذيها البيضاوين تتجاوز تنورتها، أراد فورا تذوق لحمها.
" عند اعتقالي باليابان لم أ صرح لهم برغبتي في أكل 'عارضة الأزياء' لكن بعد مجيئي لباريس أصبحت رغبتي في أكل امرأة لا تقاوم، ربما لأنني أصبحت معرضا للإغراء أكثر في مدينة الحب، كل ما تمنيته هو أن تتحقق هذه الرغبة بطريقة أو بأخرى، لم أطلب أكثر من أن تكون على شكل فني..؟؟ ".

يتبع.........



محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 4)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 4)






4.الاعتقال:

سرعان ما جاءت الشرطة للمتنزه و عاينت محتوى الحقيبتين، و ابتداءا من اليوم التالي أطلقت الشرطة نداءا للشهود عبر وسائل الإعلام الباريسية، سمعه سائق الأجرة عبر محطة إذاعية.
اتصل بالشرطة الجنائية ليكشف لهم أنه أقل زبونا أسيويا و بحوزته حقيبتان من أمام المسكن رقم 10، شارع "إيرلانجي" بالدائرة 16.
إن السائق يتذكر جيدا العنوان لأنه لم يستوعب و جهة "ساغاوا" للغابة و معه حقيبتان؟؟ فلو كانت و جهته محطة القطار ما كان ليتذكره.
ذهبت الشرطة للعنوان و أوقفت الوحش أمام سكناه و هو يهم بالنزول من سيارة أجرة،اعتقل4 أيام بعد ارتكابه للجريمة.
"جئت من خلفه، و اضطررت للإنحناء لكي أمرر يدي و أشل حركته، لقد استغربت لقصر قامته و ضعف بنيته، وزن الريشة.." يتذكر الشرطي 'جاك بواناس'.






إنها سابقة لهذا المتحري :"أحيانا نجد جثت بدون رأس أو بدون يدين، للحيلولة دون التعرف على الضحية. لكن هنا حالة لم أر مثلها طيلة مسيرتي في الشرطة القضائية، لقد انتزع اللحم من عدة مناطق، من الوجه،من الصدر،من الفخذين و من أرداف الضحية، إنه فعل مختل عقليا؟..".
سأل أحد الضباط الوحش قائلا "هل تعرف لماذا نحن هنا؟"
تردد بضعة ثوان قبل الإعتراف: "نعم هذا له علاقة بالآنسة 'ريني هارتفيلت'...لو كنت أتوفر على 'مجمد' لم تكونوا لتعتقلونني؟؟".
في شقة الوحش عثر أفراد الشرطة على:
[الأوراق الثبوتية للضحية، بقع دم على الأرض و على السجاد،بندقية، آلة تصوير،مسجل صوتي و قرابة 7 كيلوغرامات من اللحم الآدمي (داخل أكياس صغيرة و في صحون) بالثلاجة].
احتفظ الوحش بهذه الكمية من اللحم ليستهلكها بعد التخلص من الجثة.
شغل المحققون المسجل الصوتي و استمعوا للصوت الهادئ للحسناء الهولندية و هي تقرأ الشعر...فجأة صوت طلقة نارية.
"نسمع صوت طلقة نارية ثم صوت جسم يسقط... مازلت ليومنا هذا،وبعد مرورأكثر من 30سنة أتأثر كلما تذكرت ذلك".يقول المحقق 'أوليفيي فول'،ثم يضيف " و كأننا عشنا الجريمة مباشرة، لقد كان شيئا مرعبا".
قال الوحش للمحققين المذهولين " لقد سجلت الحادث و أخذت الصور، لأتمكن من تقاسم عملي هذا مع العالم، إنه عمل فني؟؟".
أثناء تفتيش الشقة، ظل الوحش هادئا ينظر بانتباه للمحققين، يجيب على الأسئلة بأريحية، ثم تبعهم لمخفر الشرطة، حتى أنه كان يقوم بشد الأصفادالتي كانت تنزلق من معصميه،لقد كان لديه جسم طفل لم يتجاوز "سن الثامنة"؟.  
ذهل المحققون من بنيته غير المألوفة، ومن الفرق الكبير بين( ذكائه و ثقافته الواسعة) و بين بنيته الجسمانية الضعيفة.
يجب أن أذكر هنا بأن 'ساغاوا' كان قد حصل على 'دكتوراة' في الأدب بطوكيو قبل المجيئ لباريس لدراسة الأدب المقارن بجامعة السوربون العريقة.
وزن الريشة، 35 كيلوغرام مقابل 1.52 متر كطول، إنها قياسات لا تناسب الوحش.



خلال الحراسة النظرية لم يفقد هدوؤه،لباقته،صراحته و جرأته.
مما قاله للمحققين:
"لم أرد قتلها ، كنت أريدفقط أن آكلها؟؟؟".
"..لكن أنتم في فرنسا تقولون ' إن المرأة الجميلة تصلح للإلتهام' " فرد عليه المحقق 'فول':  "لا إن هذا بالعين و ليس بالشوكة و السكين...؟؟". 
كما اعترف أن لديه هذه النزوة منذ زمن بعيد، و أنه حاول ذات مرة شراء قطعة من اللحم من إحدى المومسات لكنها رفضت؟؟.
"زعم أن 'رينيه' لم تستجب لحبه لها و أنها ردته بسخرية فقرر الإنتقام منها بأكلها.." يقول المحقق 'روجي روبيار'.
بينما كان المحققون يعيدون الإستماع للتسجيل الصوتي قال لهم:"...في الحقيقة كنت أكره هذا الشاعر، 'يوهانس بيشر' شيوعي كان يمدح الديكتاتور 'ستالين' في قصائده رغم أنه أباد الملايين من البشر..إنه شاعر منافق...أليس هو من كتب النشيد الوطني لألمانيا الشرقية؟.
ربما لو قرأت 'رينيه' أبياتا للشاعر 'راينر ماريا ريكله' ما كنت لأقتلها، فشعر هذا الشاعر المرهف الحس كان ليوقف نزوتي المتوحشة...فالنمساويون يتقنون اللغة الألمانية أفضل من غيرهم..".

بعد طبع الصور، و جدوا 39 صورة مرعبة أخذت من طرف الوحش و هو يقطع الجثة و يأكل منها؟، كما وجدوا صور تحضير و أكل طبق النهد مع البازلاء و صلصة الخردل؟؟.
بمواجهته بالصور قال الوحش بأنه مهووس بأكل لحم النساء اللّاتي تثرنه و وصف فعله كعربون محبة للمرأة التي أكلها؟؟.
"...أشعر بالإرتياح بعد الإعتقال، أخيرا يمكن للعالم أن يعرف عملي الفني هذا؟؟.." أضاف الوحش للمحققين بكل هدوء.

يتبع.........



محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 3)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 3)






3.التخلص من الجثة:

تخوف الوحش من أن تتحلل الجثة بسرعة و أن يؤدي  انبعاث الرائحة الكريهة لافتضاح أمره،فشهر "يونيو" (حزيران) حار نسبيا بباريس .
كانت لديه ثلاجة صغيرة احتفظ بداخلها على كمية من اللحم لكنه لم يكن يتوفر على "مجمد" للاحتفاظ بباقي الجثة،
فقرر أن يتخلص من الجثة.
 رأى أن يقطعها أولا،لقد كانت لديه بعض الدروس النظرية في "تقطيع الجثت"؟؟:
[فقبل الجريمة بعدة أشهر حصل أن سافر لليونان عبر باخرة فاخرة فالطالب "ساغاوا" ليس طالبا عاديا يصارع من أجل إيجاد المأوى و الطعام، فهو ابن أحد أكبر الأثرياء في اليابان و ليس المال ما ينقصه.
و أثناء رحلته لليونان، بلاد"كرونوس" الجبار الذي كان يأكل الأطفال في الميثولوجيا الإغريقية،تعرف "ساغاوا" في مطعم الباخرة على جزار يوناني،ضخم و مرح،شرح لساغاوا كيف يقطع اللحم من ذبائح الأنعام(البقر و الضأن و...) وليس من البشر طبعا؟؟.
بعد الجريمة،أرسل الوحش رسالة شكر للجزار اليوناني لكنه لم يرد أبدا...(ربما امتنع الجزار نهائيا عن ركوب البحر؟؟؟؟)].




رمى الوحش بجثة "رينيه" في حوض الاستحمام و بدأ بتقطيعها، لقد صرح فيما بعد أنه ليس بالأمر السهل تقطيع الجثة، فالجذع مثلا استعصى عليه تقطيعه  لأجزاء صغيرة.
بعد أن انتهى من التقطيع و ضع أجزاء الجثة بداخل حقيبتين اشتراهما خصيصا لهذا الغرض.
لقد كان الجدع ثقيلا ووجد الوحش صعوبة في إدخاله بإحدى الحقيبتين.
 "لا يحدث إطلاقا كما في أفلام الرعب، ففي هذه الأفلام تسير الأمور بسهولة"(صرح الوحش لإحدى القنوات التلفزيونية).

خطط لرمي الحقيبتين في بحيرة توجد في "بوا دو بولون" أي "غابة بولون" و هي منتزه طبيعي يقع غرب باريس و يوجد به حديقة للحيوانات و بعض الوسائل الترفيهية.كما أن البحيرة مفضلة للعشاق و للباحثين عن اللذة العابرة،وتعتبر أيضا من أبرز مناطق "باريس" التي تشتهر بممارسة الدعارة.
يوم 13 يونيو سنة 1981 أوقف الوحش سيارة أجرة أمام مسكنه الكائن بشارع "إيرلانجي" بالدائرة 16 بباريس.
(الغريب أن شارع "إيرلانجي" هذا شهد سنة 1975 انتحار المغني "مايك برانت" برمي نفسه من نافذة منزله).
استغرب السائق من ثقل الحقيبتين، و بروح من الدعابة المملة قال للزبون:"كم هما ثقيلتان،هل توجد جثة بالداخل؟؟..."،لم يكن يعلم هذا المغفل أن دعابته السخيفة كانت صحيحة و أنه بفضلها كان قريبا جدا من أن يفترس هو الآخر.
أجابه الوحش فورا أنها تحتوي على كتب؟؟.
كانت الساعة بحدود الثامنة مساء، و رغم ذلك لم تغرب الشمس بعد،لأنه شهر "يونيو"، و هذا الشهر يعرف ظاهرة الانقلاب الشمسي الصيفي، و التي تعرف أطول أيام السنة،فيمكن أن يستمر النهار 16 ساعة.
لم يخطط  الوحش لذلك، كان يظن أنه في هذه الساعة يمكنه التخلص من الحقيبتين دون أن يلاحظه أحد.
عندما و صل لغابة"بولون" نزل من السيارة فبدأ يجر الحقيبتين بصعوبة بالغة إلى أن وقعت عيناه على عربة يدوية(شبيهة بالتي تستعمل لنقل الأمتعة) فبجانب هذا المنتزه هناك بعض المتاجر..
وضع الحقيبتين الثقيلتين في العربة،ثم بدأ القزم الياباني يدفع العربة بمشقة كبيرة باتجاه البحيرة.
الطريق التي سلكها الوحش كانت عبارة عن منحدر،مما صعب عليه التحكم في العربة.
بدأ يتصبب عرقا،كان هناك قلة من المتنزهين في المكان،ينظرون باستغراب لقزم ذو ملامح أسيوية يدفع عربة بمشقة بالغة.
وصل بالقرب من البحيرة،واتجه لمكان بدا له أنه بعيد عن الأنظار ومناسب لرمي الحقيبتين.
الشمس التي بدأت بالغروب جعلت الأفق يأخذ اللون الأحمر الناري و الذي يعطي السماء منظرا رائعا، لطالما كان و قت الغسق هذا محببا للرسامين و الشعراء و العشاق لكنه هو الوقت الذي تخرج فيه الوحوش أيضا؟؟.
قال الوحش فيما بعد أنه نسي في هذه اللحظة جميلته التي يحملها في العربة أمام جمال اللون الناري للغروب و بدأيتمتع بأجمل ما يرى من ألوان في وقت الغسق، و مازال يتذكر أنه رق قلبه و هو يشاهد عجوزا بصحبة طفل صغير في وسط هذه الألوان الجميلة التي يمنحها الغروب.
بينما كان الوحش يتأمل هذا العرض الجميل فقد السيطرة على العربة،فسقطت الحقيبتان أمام عشيقين كانا بين الأشجار.
ارتاب العشيقان من تصرف القزم الغريب و المرتبك و من السائل الذي يخرج من الحقيبتين.
ربث الرجل على كتف الوحش مستفسرا إن كانت الحقيبتان له؟.
بدل أن يرد بثبات، بدأ يتمتم بكلمات غير واضحة، ثم ابتعد مسرعا.
في هذه اللحظة ازدادت الشكوك، ففتح الرجل إحدى الحقيبتين فاكتشف غطاء ملطخا بالدم،و بعد برهة من الصدمة بدأ يصرخ "قاتل، قاتل"...لكن الوحش كان قد اختفى.

يتبع.........



محمد شفيق

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر) (الحلقة 2)

'ساغاوا إيسي' ( الياباني آكل لحوم البشر)



إعداد: محمد شفيق



(الحلقة 2)







2.الوليمة:



وضع منشفة تحت رأسها،ثم جردها من ملابسها.
لقد خطط مسبقا لكل شيء حتى إنه كان يعرف من أي جزء سيبدأ الوليمة؟؟.
بدأ بأردافها، لقد كان يعتقد أن لحم الأرداف(المؤخرة) ألذ ما في الوليمة.
اختار الإلية اليمنى و التي ظن أنها ألذ من اليسرى،لقد كان يعتقد أن الجزء الأيسر يحتوي على الدم بكثرة لأنه الأقرب من القلب، و الدم يرعبه كثيرا؟؟؟.
عض في الإلية اليمنى من المؤخرة، لكن كان من الصعب قضم قطعة من اللحم، لقد آلم ذلك فكه؟؟.
حاول قطع اللحم بسكين الفاكهة لكنها لم تخترق الجلد القاسي.
توقف ثم ذهب لأحد المتاجر و اشترى سكينا خاصة بتقطيع اللحم.
و أخيرا اخترقت السكين الجلد، كان يظن أنه سيقع على اللحم فورا، لكن الوحش تفاجأ بكمية كبيرة من الدهون شبهها بلون الذرة،لقد كانت رينيه عجزاء (مكتنزة الأرداف)؟؟.لقد أسر الوحش للشرطة فيما بعد أن الدهون الموجودة في جسم الإنسان مختلفة تماما عن "الشحوم الحيوانية"؟؟.
غرز السكين عميقا مع إزالة الدهون للوصول إلى اللحم الأحمر، لكن السكين لم تكن طويلة كفاية فاستعان بأصابعه و أخذ قطعة من اللحم و ابتلعها.
بعد ذلك أكل اللسان و جزء من الشفتين و أرنبة الأنف،أكل كل هذا اللحم نيئا؟؟.
لاحقا سيقول لأحد الصحفيين أن مذاق اللحم البشري ذكره بمذاق لحم سمك "التونة"؟؟؟.
بعد الوجبة الأولى قام الوحش بممارسة الجنس على الجثة،و الغريب أنه قال في أحد حواراته أنه قبلها وهو يعتدي على جثتها الهامدة ثم قال "أحبك" باللغة الفرنسية؟؟.
بعدما أشبع رغباته الجنسية الشاذة،لم يضيع الوحش الوقت فمر إلى المائدة تلبية لنزواة المفترس...
قطع عدة أجزاء من الجثة،قرابة 7 كيلوغرامات من اللحم اختارها بعناية كلحم الفخذ المفضل لديه و احتفظ بهذه القطع الرفيعة في الثلاجة.
لم يكتف الوحش باللحم النيئ بل أطلق العنان لمخيلته الشيطانية،فرأى أن يهيئ من لحم الحسناء أطباقا آسيوية شهيرة،وهذا ما فعله في اليومين التاليين،لقد قضى يومين وحيدا مع جثة "رينيه".
قام بتحضير أطباق من شرائح "السوشي" اليابانية الشهيرة، كما أنه قام بتحضير طبق خاص قطع فيه نهدا ووضعه في مقلاة مع القليل من الزيت و بدأ يمرر النهد عل النار،و في الأخير وضع النهد في طبق و أضاف إليه صلصة الخرذل و البازلاء و كأنه رئيس الطهاة في أفخم المطاعم...(لم أستطع خلال بحثي أن أعرف نو ع الشراب الذي صاحب هذا الطبق...لعله شراب "الساكي" ربما؟؟؟).
عندما زاره أحد صحفيي "باري ماتش" في مستشفى الأمراض العقلية بباريس ربث "ساغاوا" على فخذ الصحفي و قال له "لحم هذا الجزء لذيذ "؟؟.
كان الوحش يتوقف لإلتقاط صور لأغلب مراحل الجريمة...من تقطيع الجثة و إعداد الطعام و أكل الضحية؟؟؟.
لقد و جدت الشرطة بشقة الوحش آلة للتصوير بها 39 صورة مروعة؟؟.
لقد كان هذا الوحش القزم نرجسيا فوق العادة و أراد أن يعرف العالم بجريمته البشعة؟؟.

يتبع.........



محمد شفيق